مع تزايد التوترات في المنطقة والعالم من جراء الدور والتحرکات والمخططات المشبوهة التي قام ويقوم بها نظام الملالي، وفي خضم التهديدات بالثأر والانتقام التي صدرت من أقطاب النظام وبشکل خاص من جانب الدکتاتور خامنئي، فقد إرتفعت وتيرة تنفيذ أحکام الاعدامات في إيران وخصوصا خلال الاسابيع الاخيرة بصورة ملفتة للنظر بما يٶکد إن النظام يواجه وضعا داخليا صعبا ويريد من خلال زيادة وتيرة الاعدامات أن يرسل رسالة تحذير للشعب الايراني من مغبة مواصلة الصراع والمواجهة ضده.
خوف وهلع النظام يتزايد من إن عملية الصراع والمواجهة الشعبية ضده من جانب الشعب هي ذات طابع سياسي واضح المعالم وهدفه النهائي القضاء على النظام وإسقاطه وإقامة الجمهورية الديمقراطية خصوصا وإن العالم وليس النظام صار يشهد توسع نشاطات وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الایرانیة في سائر أرجاء إيران ولاسيما وإنها باتت تهاجم مقرات قوات الحرس والباسيج وتضرم فيها النيران ناهيك عن نشاطاتها التوعوية التي تٶکد على إن الطريق الوحيد لوضع حد کافة المشاکل والاوضاع السلبية في إيران والتي يعاني من جرائها الشعب الايراني هي بإسقاط النظام وليس أي شئ آخر.
الدکتاتور الطاغية خامنئي وهو يرى تنامي مشاعر الرفع والکراهية لدى الشعب ضد النظام وتزايد الوعي السياسي بحيث لم يعد بإمکان النظام ممارسة الکذب والخداع على الشعب، فإنه أوعز بزيادة تنفيذ أحکام الاعدامات أملا من أن يساهم ذلك بجعل الشعب يتراجع قليلا ويمنح فرصة للنظام کي يلتقط أنفاسه، وإن رفع وتيرة أحکام الاعدامات کان في الحقيقة من أجل هذا الهدف على وجه التحديد ووفقا للإحصائيات المسجلة لدى مركز الإحصاء والتوثيق التابع لمرصد حقوق الإنسان في إيران (IRAN HRM) ، فمنذ بداية الشهر وحتى منتصف أغسطس 2024، نفذت السلطة القضائية الإيرانية أحكام الإعدام بحق 70 سجينا في السجون الإيرانية على مدى خمسة عشر يوما.
وفي المتوسط، يتم إعدام ما يقرب من 5 سجناء في إيران كل يوم، وفي حين بلغ الرقم القياسي السابق 4 عمليات إعدام يوميا في إيران. بالمقارنة بشهر يوليو، الذي أعدم خلاله 53 فردا، شهد عدد عمليات الإعدام زيادة بنحو 180٪ حتى منتصف أغسطس.
وتم تسجيل رقم قياسي غير مسبوق هذا الشهر بالإعدام الجماعي لـ 29 سجينا في يوم واحد في 7 أغسطس 2024. إن الاتجاه المتصاعد لعمليات الإعدام في إيران خلال شهر أغسطس أمر مثير للقلق للغاية.
ومن دون شك، فإن ما يوحي به النظام من إنه يستعد من أجل مواجهة وحربا خارجية ليس إلا کذبة خرقاء لأنه وفي أحسن الاحوال يکتفي بهجمة کاريکاتورية مثيرة للسخرية على الصعيد الخارجي، لکنه کان و لازال وسيبقى مشغولا بمواجهة الشعب الايراني الذي لن يتخلى أبدا عن شعار إسقاطه، ولاسيما وإن کل ما قد قام ويقوم به النظام الدموي من ممارسات قمعية فظيعة ويزيد من الاعدامات لکن ذلك وکما أثبت وتثبت الايام تزيد من عزم وتصميم الشعب على المزيد والمزيد من النضال حتى إسقاط النظام.